تعود الواقعة إلى أحد مراكز الاقتراع في مدينة مغربية لم يتم تحديدها، حيث فوجئ مسؤولو اللجنة المشرفة على فرز الأصوات بورقة غريبة من بين أصوات الناخبين. بدلاً من اختيار أحد الأحزاب المدرجة ضمن ورقة التصويت، قام الشاب بإضافة عبارة خارج النص كتب فيها: "أنا أحب إيمان"، واضعًا بذلك لمسة شخصية وسط ساحة سياسية يغلب عليها الجدية.
الخلفية النفسية والاجتماعية للموقف
يبدو أن الشاب، الذي لم تُعرف هويته، استغل لحظة التصويت ليصنع موقفًا فريدًا. فقد رآها فرصة مثالية ليُصرح بمشاعره بطريقة لا يمكن تجاهلها. وقد يكون الأمر مرتبطًا بنوع من الإحباط السياسي أو شعور بعدم الانتماء لأي من الأحزاب المتنافسة. وبدلاً من الامتناع عن التصويت أو وضع الورقة فارغة، اختار أن يملأها بمشاعر من نوع آخر.
كيف تعاملت اللجنة مع الورقة؟
وفقًا للقانون المغربي، تُعد أي كتابة خارج الخانات المخصصة في ورقة التصويت مبررًا لاعتبارها ملغاة. ومع ذلك، لم يستطع أعضاء اللجنة إخفاء ابتساماتهم عند قراءة العبارة. فالحب، رغم أنه لا يضمن مقعدًا برلمانيًا، نجح في تخفيف أجواء التوتر داخل قاعة الفرز، ولو للحظات.
ردود الأفعال
تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي
- بعض رواد مواقع التواصل وصفوا الشاب بأنه "رومانسي في زمن السياسة"، بينما قال آخرون إنه "استغل موسم الانتخابات ليخوض حملته الانتخابية الخاصة لدى محبوبته".
- أحد المعلقين كتب على تويتر: "لو كان الحب يصنع الأحزاب، لكان حزب إيمان الأغلبية الساحقة!"
تحليل اجتماعي وسياسي
علماء الاجتماع رأوا في هذه الحادثة نوعًا من "السخرية الرمزية" التي يلجأ إليها الشباب للتعبير عن اللامبالاة بالعملية السياسية. الشاب، عبر هذا التصرف، عبّر عن إحباطه بطريقة غير عدوانية، ما يُبرز رغبة بعض المواطنين في كسر الروتين السياسي برسائل عاطفية أو ساخرة.
مصير "حزب إيمان"
بالطبع، انضمت الورقة إلى قائمة الأوراق الملغاة، لكن المفارقة أن قصتها لم تُلغَ من ذاكرة من شهدوا الواقعة أو قرأوا عنها. قد تكون رسالة هذا الشاب لم تصل إلى البرلمان، لكنها بالتأكيد وصلت إلى مواقع الأخبار وشبكات التواصل.
هل وصلت إلى "إيمان"؟
السؤال الكبير الذي أثار فضول الجميع: هل تعرّفت "إيمان" على نفسها؟
إذا كانت الحادثة قد وصلت إليها عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل، فمن الممكن أن تكون رسالة الحب قد وجدت طريقها الصحيح. ومن يدري؟ ربما هذا "التصويت العاطفي" قد يصبح بداية قصة حقيقية تُروى بجانب تلك الطرفة السياسية!
النهاية
في زمن تغلب عليه المشاحنات السياسية، أضاف هذا الشاب لمسة من الأمل والإنسانية إلى المشهد الانتخابي. وبينما يواصل المغاربة تقييم نتائج الانتخابات، يظل "حزب إيمان" في ذاكرة الجميع كأغرب "حزب" لم يخُض الانتخابات يومًا لكنه حصد اهتمامًا أكثر من بعض الأحزاب الحقيقية.